نبذة عن الشيخ

نبذة عن الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:

فهذه ترجمة مختصرة لفضيلة الشيخ الزاهد عثمان بن عبد الله السالمي العتمي اليماني عافاه الله وحفظه وسدده.

اسمه ونسبه

هو عثمان بن عبد الله بن أحمد بن محمد السالمي العتمي.

مولده

ولد الشيخ عام 1383هـ الموافق لعام (1964) م.

وكان مولده في قرية مُكْعِد في عُزْلَة حِمْيَر ابْزَار بمديرة عُتُمَة الواقعة غرب محافظة ذمار([1]) من بلاد اليمن، وبلاد الشيخ عتمة تعتبر معقلا من معاقل العلم في اليمن، فقد تخرج منها علماء مشهورون لهم مشاركة عظيمة في خدمة العلم وجهد حسن في نشره، منهم: العلامة العلم المحقق المشهور صاحب كتاب ” التنكيل” وكتاب ” الأنوار الكاشفة ” وغيرها عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العتمي اليماني وناهيك به من إمام حجة دافع عن حياض السنة وصد عنها هجمات المبتدعة وكشف زيف شبههم وفند مزاعمهم الواهية سقى الله ثراه وطيَّب ذكراه .

ومنها بيوت علم أخرى كبيت الهاملي.

نشأته

نشأ الشيخ في أسرة متدينة مشهورة بالعلم والفقه والصلاح على مستوى منطقتهم ولشهرتهم واشتغالهم بالفقه وتعليم الناس أطلق عليهم الناس لقب الفقهاء فصار كالعلم لهم فإذا سئل أحدهم إلى أين أنت ذاهب فيقول إلى قرية الفقهاء.

وقد حدثنا بعض الثقات أن من أسرة الشيخ قريب من ثلاثين حافظًا لكتاب الله رجالاً ونساءً وهذا من فضل الله عليهم، وقد كان أبو الشيخ يرحمه الله ممن تتوفر لديهم بعض المراجع العلمية المشهورة ككتاب “نيل الأوطار” و”رياض الصالحين” و”جواهر البخاري” وكذلك غيره من رجال القرية كان لهم نوع من التفقه في بعض العلوم كالفرائض بل كانوا هم العمدة في بلدهم في هذا الأمر والمرجع للناس.

وكان لهذا الجو الذي  عاش فيه الشيخ أثر على مستقبله العلمي فقد دفع ذلك الشيخ إلى طلب العلم وكانت بداية طلب العلم للشيخ بالمدارس النظامية وقد أتم فيها المرحلة الابتدائية ثم حدثت بعد ذلك أمور صرفت الشيخ فترة من الزمن عن متابعة الدراسة والتعليم لكن مع حفاظ الشيخ بتوفيق الله له على الصلاح والتقوى والاطلاع الشخصي على ما يقدر عليه من العلوم، فلما لاحظ بعض أقارب الشيخ ما عليه الشيخ من الاستقامة والشغف بالعلم أشار عليه بالرحلة وطلب العلم عند العلامة الراحل مقبل بن هادي الوادعي يرحمه الله.

رحلته في طلب العلم

كانت أولى رحلات الشيخ لطلب العلم إلى دار الحديث بدماج والواقعة في محافظة صعدة شمال اليمن وكان مركز الشيخ الوادعي هو المركز الوحيد في اليمن الذي يُدَرِّس علوم الكتاب والسنة وفق منهج السلف الصالح وإن كان هناك بعض الدعاة إلى السنة لكن كان صوتهم ضعيفًا وقوسهم واهية وقد بذل الشيخ الوادعي جهدًا جبارًا وصبر صبرًا عظيمًا على تربية طلابه وفق المنهج القويم فقد خرج إلى اليمن – رحمه الله – في أواخر القرن الرابع عشر الهجري فأسس مركزه المذكور واستقبل فيه طلاب العلم من داخل اليمن وخارجه ونشر منه السنة إلى كافة أرجاء اليمن وخارج اليمن وكانت علوم السنة في اليمن قبل مجيء  الشيخ الوادعي علوم مهملة لا يُشْتَغل بها ولا يتعلمها إلا القليل من الناس وكانت كثير من السنن مجهولة مهجورة لا يعرفها الناس بل كانت سوق البدعة هي الرائجة في أهل اليمن قبل مجيء الشيخ قريبًا من عشرة قرون، فكان لإنشاء دار العلم بدماج إحياء لمعالم الشريعة الحقة التي كادت أن تندرس مناراتها بسبب تراكم ظلمات الجهل والبدع بل كان في إنشائها إعادة اليمن إلى أحضان العلم الصحيح والطريق النيرة الواضحة طريق الكتاب والسنة بل أعاد اليمن بتوفيق الله له إلى ماضيها المشرق الوضاء ماضي العلماء الأفذاذ كعبد الرزاق ومعمر بن راشد وهمام بن منبه ووهب بن منبه وصالح بن كيسان وغيرهم ممن اشتغلوا بعلم السنة فشدَّت إليهم الركائب وضربت إليهم أكباد الإبل ونزلت بساحتهم العلماء الأفذاذ كابن حنبل وابن رافع طلبًا لعلوم الحديث والفقه وغيرها من علوم الشريعة.

مشايخه

تتلمذ الشيخ بعد رحلته لطلب العلم إلى دار الحديث بدماج على أعظم وأبرز علماء اليمن في هذا العصر الداعية الكبير والمحدث النحرير الإمام العلامة مقبل بن هادي الوادعي نوَّر الله قبره ورفع منزلته في الجنة وهو من هو في علم الحديث وغيره من العلوم.

وقد استفاد منه الشيخ علمًا جمًا وأخذ عنه علومًا كثيرة من حديث وفقه ونحو وعقيدة وأيضًا استفاد من أخلاقه وسَمْتِه ومعاملاته الشيء الكثير فمما قرأه الشيخ وتعلمه من شيخه الكتب التالية:

    1. “صحيح البخاري” وأكمله على يديه أكثر من مرة.
    2. “صحيح مسلم” وهو كذلك أخذه أكثر من مرة.
    3. “تفسير ابن كثير” أخذه أكثر من مرة بل وشارك الشيخ في تحقيق بعض أجزاءه، وقرأ الشيخ بعضه على شيخه.
    4. “الصحيح المسند” وهو مرتب على المسانيد.
    5. “الجامع الصحيح” وهو مرتب على الأبواب الفقهية وهذا الكتاب من أجل كتب الشيخ العلامة الوادعي فقد جرى فيه على سنن البخاري.
    6. “أحاديث معلة ظاهرها الصحة”.
    7. “المستدرك” للحاكم.
    8. “الصارم المنكي” أخذ جزءً منه.
    9. “شرح ابن عقيل” في النحو.
    10. “فتح المغيث” للسخاوي أخذ معظم أبواب الجزء الأول.

وتتلمذ أيضًا الشيخ على يد الشيخ الكبير والداعية السلفي محمد بن عبد الوهاب الوصابي وقد قرأ الشيخ على يديه كتاب ” الرسالة في أصول الفقه ” للشافعي وغيرها من الكتب.

وممن تتلمذ الشيخ عليه أيضًا الشيخ عبد المصور بن محمد بن غالب العرومي البعداني وهو أحد دعاة أهل السنة في اليمن بل ومن أقدمهم وكان قويًا ومبرزًا في علم النحو وقد درس الشيخ على يديه كتاب ” قطر الندى ” وشيئًا من ” شرح ابن عقيل “.

وتتلمذ الشيخ على يد غيرهم من المدرسين في دار الحديث بدماج وأيضًا استفاد من بعض زملائه واستفادوا منه فلله الحمد والمنة.

مكانة الشيخ العلمية

الشيخ عافاه الله معروف بأنه من كبار مشايخ أهل السنة والجماعة في اليمن وهو ممن يرجع إليه في الفتوى والمسائل الفقهية وهو أيضًا بحاثة متقن في باب الحديث وقد حقق بعضًا من كتب الحديث ككتاب:

  1.  “التوحيد” لابن مندة.
  2. و”أجزاء من تفسير ابن كثير”.
  3. وكتاب “فائق الكساء” لعلامة اليمن الشوكاني.
  4. وكتاب “المسك والريحان فيما اتفق على تصحيحه الشيخان الألباني والوادعي” مطبوع وحاليا سيطبع طبعة جديدة مزيدة ومنقحة.

وله شروح على بعض الكتب:

  1. “أسباب النزول” للشيخ مقبل الوادعي وسماه “غاية المأمول” وهو مطبوع.
  2. شرح كتاب شيخه العظيم “الجامع الصحيح ” وهو تحت الطبع، وهو شرح جمُّ الفوائد غزير الفرائد أودع فيه الشيخ عافاه الله آلاف المسائل الفقهية المبحوثة نسأل الله أن ييسر طباعته.

وللشيخ أيضًا بعض الكتب المخطوطة وبعضها قد هيئ للطبع ومنها:

  1. رسالة “أسباب الغلاء والرخاء” [قد طبع].
  2. ورسالة “البرق والريح والمطر” [قد طبع].
  3. وكتاب في تربية الأبناء [تحت الطبع].

وأيضًا للشيخ تقريظات كثيرة على كتب كثيرة لبعض طلاب العلم وقد طبع منها الكثير ولله الحمد والمنة.

وللشيخ أيضًا دروس كثيرة على الشابكة – الإنترنت – استفاد منها الكثير من طلبة العلم من اليمن وخارجها.

جهود الشيخ الدعوية

الشيخ عافاه الله من أنشط دعاة أهل السنة في اليمن فهو كثيرًا ما يتنقل في القرى والمدن محاضرًا وخطيبًا ومرشدًا وموجهًا ومجيبًا على كثير من أسئلة المستفتين فلا يكاد يخطئه أسبوع إلا وله محاضرة أو خطبة في أماكن شتى من اليمن وقد نفع الله به وبطلابه كثيرًا خصوصًا أهل بلده وما قاربها فقد مكث فيهم الشيخ قريبًا من عشر سنين انتفع فيها كثيرٌ من طلاب العلم وغيرهم والفضل في هذا لله الواحد القهار.

ثم انتقل الشيخ عافاه الله إلى مدينة ذمار في شهر شعبان من عام 1428هـ ليواصل الدعوة إلى الله ويعلم الناس وله فيها مركز علمي عامر يشتمل على مكتبة ضخمة ومدرسين أفذاذ وقد درّس فيها بعضهم كالشيخ أحمد بن ثابت الوصابي المبرز في علم النحو وله مؤلفات نافعه وكالشيخ حسن بن نور المروعي وهو أحد طلاب العلم المستفيدين في علوم الحديث وله مؤلفات مفيدة وكذا الشيخ عبد الرحمن الديلمي الذي يعتبر المرجع في علم القراءات في اليمن عند أهل السنة وكالأخ أبي محمد نبيل العماري الصعدي والأخ عادل معوض الوادعي وغيرهم من الطلاب كثرهم الله وأيضًا يوجد  في الدار مسجد خاص بالنساء ويرتاده كثير من النسوة يوميًا وبه مدرسات مستفيدات نسأل الله لنا ولهن الهداية والخير .

ثناء العلماء على الشيخ

•    قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله فيه: وعثمان الشيخ الفاضل الورع الزاهد التقي الأخ عثمان – حفظه الله تعالى – بارك الله في دعوته في وقت قصير بحمد الله، في وقت قصير استجاب له الرجال والنساء. من شريط “أسئلة المدينة الشريط الثاني [14:14]”.

•    وقال في كتابه “ترجمة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي” بقلمه [ص: 41] [الطبعة الثانية][121]: هو من أبرز إخوانه، وهو – حفظه الله – ينوب عني في الدروس إذا غِبْتُ أو مرضت.

•    وسُئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي رحمه الله: هل تنصحون بأخذ العلم من الشيخ عثمان السالمي فأجاب: نعم فهو من أهل السنة والجماعة وله مركز في مدينة ذمار وطلاب علم وله مؤلفات طيبة جزاه الله خيرًا وقائم بالدعوة والتعليم والتأليف وبالله التوفيق.

•    وأثنى عليه أيضا الشيخ عبد العزيز البرعي فقال: الشيخ عثمان كان ينوب الشيخ مقبل في دروسه وهو على خير وعلى علم ولا أقول لا مانع من الاستفادة منه بل استفيدوا منه. اهـ بواسطة الشابكة.

وممن أثنى على الشيخ أيضًا:

1 الشيخ محمد بن عبد الله الإمام.

2- والشيخ عبد الله بن عثمان الذماري.

3- والشيخ علي الرازحي.

4- وممن أثنى عليه أيضا الشيخ العلامة وصي الله عباس مفتي ومدرس في الحرم المكي.

5- والشيخ الفاضل عبد الهادي العميري مدرس في الحرم المكي.

وغيرهم كثيرٌ من زملاء الشيخ وأقرانه والحمد لله.

انقر هنا لتحميل الترجمة txt انقر هنا لتحميل الترجمة pdf

([1]) ذمار: مدينة تقع في قلب بلاد اليمن، وتنسب إلى الملك الحميري المشهور ذمار على وهي من معاقل العلم المشهورة في اليمن ومن الأفذاذ الذين خرجوا من هذه المدينة المؤرخان العظيمان: محمد بن على الأكوع، وأخوه إسماعيل بن علي الأكوع – رحمهما الله تعالى -.